الجمعة، 27 نوفمبر 2009

مَعْــركَةٌ بَيْنَ الـحُــــزْنِ ): وَ الإِبْتِسَــامَة (: ..~



مَعْــركَةٌ بَيْنَ الـحُــــزْنِ ): وَ الإِبْتِسَــامَة (:   ..~ 



كيف للابتسامة أن تعود إلى موطنها

الأصلي؟
المحصور بين تلك الشفتين الورديتين اللتان
سرعان ما ابيضتا
على ذاك الواقع المؤلم، الذي قد أتى ليطردها


بعيدا، طمعا في موطنها الطاهر الذي لا حرمان فيه ,
محتلها كان هو الامبراطور البكاء صاحب مملكة الحزن.
ذاك الذي لا موطن له؟!!



لقد احتل ارض العين واحتمى داخلها, فطرد الابتسامة
لتحل إلى مخيمات اللاجئين ,


فأراضيها أصبحت محتلة ولم يعد هنالك وطن يحتميها بأمن
و أمان

ظل الاحتلال يتجول في موطنها لساعات..
فعانت الابتسامة من مر الضياع و التشرد


و ذاقت معاني الحرمان واشتاقت إلى موطنها
الحبيب الذي تربت في كنفه .وكبرت في ظلاله .

.

وفي وقت مكوث البكاء المحتل على تلك الأرض الطاهرة
انكمشت الشفتان مثلها مثل الزهرة التي تكون في
أوج تفتحها ثم تدوسها قدم عابرة فتختلط أوراقها لتصبح شبه ذابلة وما هي بذابلة



لقد خفت نور العين و أضحى ضوءا خافتا، لم يعد لشعاعه
بعد اليوم ليتلألأ .


لقد احتلت ارض الابتسامة منذ أسبوع لكن الاحتلال
سرعان ما فل لخوفه ورعبه من




انفراج بل انفجار الشفتين تعبيرا عن السرور
..

لقد أتى هذا الأسبوع ومعه أعداء أقوياء من الهموم.
إنهم كثر والابتسامة واحدة. وليس معها من الشعب


الا الفرح والسرور والبشاشة والنور أو نور الضياء
.

إنهم ثلاثة تربوا في موطن صغير شماله العين وجنوبه الشفتين،
وهذه الأخيرة هي العاصمة .

لقد أتت الهموم إلى تلك الأرض. فقضت على الابتسامة كما يقضي الجراد على



الأراضي المنزرعة. لكنها لم تقض عليها بالأكل
أو بالقتل بل طردتها من الشفة .. لغرض جعل تلك الأرض موطنا
للتعاسة والحزن والشحوب.
لكن الابتسامة وشعبها قرروا اتخاذ قرار النضال



وفي مخيم اللاجئين، تعرفوا على أصدقاء جدد هم أيضا نازحون.
إنني على ما عرفت أن أسماءهم هي السكينة

وعدم الاستسلام

وروح الإقدام .
.

كانت الابتسامة والأصدقاء الجدد فرحين جدا بتعارفهم ذاك .


وذات ليلة كانوا مجتمعين مع بعضهم ،فنطقت روح

الإقدام زعيمة شعب جمال القلب وقالت:
إنني فكرت أنا وشعبي جيدا فاتخذنا قرارا وهو


أن نخوض معكم المعركة،
وان نحاول مع بعض إرجاع الأراضي إلى مستحقيها.
فهتف شعب الابتسامة: تحيى روح الإقدام وشعبها!..
تحيى روح الإقدام وشعبها!..
شكرا لكي روح الإقدام، وشكرا لشعبك المقدام .

.


فقالت هذا واجبنا، غدا سنحزم أمتعتنا وسنجند سلاحنا
لنذهب إلى أراضيك أيتها الابتسامة ونحررها.

فلا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي فالأراضي تنتظر عودتكم ليل
نهار لتحموها وتصونوها شر الأشرار.
إنها تنتظر عودتكم كل لحظة .


فكان كلام روح الإقدام مؤثرا في الابتسامة وشعبها
لذلك رددت في الحين وقالت: سنذهب الآن! لن ننتظر حتى الغد.
إن العين الآن نائمة، وترى أحلاما سيئة ، مليئة بالتعاسة.

إن الهموم تشتغل الآن .
فهي في النهار تراقب ما إذا كنا سنعود،
وبالليل تطمئن وتذهب للعمل وشغلها الشاغل هو أن تجعل العين
التي تبدو


نائمة مستيقظة ترى أحلاما وكوابيس الفشل والحزن.

إن العين في ذلك الوقت تبدو مغمضة وهي فعلا كذلك لكنها
إذا شئنا أن نقول
شبه مستيقظة بسبب تلك الأوهام .


فجمعوا كل ما يحتاجون إليه من عدة لشن الحرب.
وعندما وصلوا للميدان أي على الخدين اخرج كل فرد سلاحه
وكل تفرق حسب المهمة الموكلة إليه.
فالابتسامة توجهت صوب الشفتين، والنوراقترب من العينين ،

والبشاشة كانت تراقب الأعداء .

.

أما الأصدقاء، فقد قصدوا مكانا مهما والذي يعد من أهم
الأماكن التي تخزن الهموم والأحاسيس الإيجابية والسلبية أيضا،

انه القلب .


لقد فرقت روح الإقدام على شعبها الأوامر.
فوقفوا أمام ذاك الأخير، . فكان دور السكينة وراحة البال
أو مهمتهما، أنهما إذا رأيا أن الأعداء قد شرعوا في الرحيل، أن


يلجا إلى القلب كي


يغسلانه جيدا من الهموم أما عدم الاستسلام فكانت مهمته
زرع الإصرار على التبسم في الشفتين ،


ونور الضياء في العينين رغم كل العوائق والصعوبات .
.

وعندما أفاق الأعداء في الصباح،
وجدوا أنفسهم محاصرين من كل اتجاه.
وأن عددهم قد صار اكبر من خصمهم
فتملك الرعب جميع الأعداء، وكانوا جميعا يخافون
أن يكون انفراج الشفتين وانفجارهما قويا عند التبسم، وأن يؤدي
إلى الضحك وبالتالي إلى البشاشة، فتضيع أحلامهم
في جعل تلك الأرض مستقرا وموطنا لهم. فعند حصول
هذا الشيء، سيرحلون ولن يعودوا الا بعد فترة طويلة جدا
وربما تستمر لأزيد من شهر. فدوى انفجار قوي ضحكت
على أثره الشفتان ، ومن كثرة اشتياقها للفرح لم تغلق فمها


وظلت تبتسم أما العين

فقد بدأ النور يتسلل إليها وبدأت تتفتح مثل الزهرة
شيئا فشيئا . لكن الصعوبات كانت تكمن في القلب
فعلى تلك الأرض، واجهت روح الإقدام وشعبها صعوبات كبيرة.
فقد كان يحيط به الأعداء من كل الجوانب. لأن تلك الأرض نقطة
حساسة وتتأثر بسرعة .
.

وعندما رأى الأعداء أن عدم الاستسلام عنيد جدا .
بدأ زعيمهم يتحدث إلى القلب وهو يقول:


تذكر الفشل دوما !


لا
تقل انك سوف تصل يوما!


فالكل سيعترض طريقك .

استسلم أرجوك..

استسلم لنعيش معا في نعيم التعاسة ونهنأ

بالأحزان.

فبدأ القلب يتأثر بكلامه لكن سرعان ما أتت روح الإقدام،
ورشت عليهم دون خوف أو دهشة مبيدا يرسم السعادة.
ففروا وتركوا زعيمهم لوحده يطالبهم بالعودة.
وعندما رأى أيضا الغبار يزول عن الخدين، والسكينة

وراحة البال يغسلان ذلك القلب، أخد المبيد من روح الإقدام،
وقتل نفسه بنفسه ليموت حافظا ماء وجهه

فلم

تعد الهموم والأحزان.

وبالمناسبة أود أن أقول إن الابتسامة وبعد رحيل الهموم والأحزان، وبعد عودة


الطمأنينة والسعادة
أوكلت لصديقتها روح الإقدام حكم أرض القلب وتأسيس دولة عليها .
.

فعاشوا جميعا سعداء حامدين ربهم على هذه النعمة.

.

وكان كلما حاول يأس أو شبهه الوصول إليهم.
يخرجون أسلحتهم فيخاف هؤلاء الأعداء ويقررون العودة في

وقت لاحق، حتى يزداد عددهم ويأتوا بامبراطور أقوى لمملكتهم.
ولكي ينسوا حكام الشعبين شعب الابتسامة


وشعب روح الإقدام حمل

أسلحتهم



وبالتالي يشنون هجوما من جديد فيعود البكاء مرة أخرى






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق